قصة

أول سائقة أجرة في اليمن

السائقة أمنة تقود بإحتراف في الريف

الريف-عارف الشماع

▪︎قد تتفاجأ في طريق جبلي في مديرية حُفاش-محافظة المحويت شديد الوعورة، بإمرأة تقود صالوناً موديله من الثمانينات، وهي تنقل ركاب من الريف إلى المدينة.

•إنها(آمنة علي حمود) قد يعرفها الجميع في مديرية حفاش في المحويت كما يقول الوالد يحيى غياث حيث ينادونها «البريد» لسرعتها وأمانتها فهي مثال للمرأة العاملة ،الطموحة والصابرة ،التي كسرت حاجزاً كان مفروضاً على النساء وعملت سائقة أجرة ،حيث تحظى باحترام الجميع، وثقتهم مرَّ على احترافها هذه المهنة «35عاماً» .

 

                        قوة المرأةالريفية
ويواصل غياث بقولع لم تستسلم(  آمنة )لظروفها الأسرية التي مرت بها ولم تسأل أحداً أن يمد يد العون لها وإنما فضلت أن تعمل في مهنة كانت محرمة على النساء، ومحتكرة على الرجال فقط ولم تلتفت لأي استهزاء أو سب أو شتم أو سخرية، ولم تنثن عما أقدمت عليه بل أصرت على أن تكون سائقة من الدرجة الأولى ونالت بغيتها ونالت ثقة الناس في مديريتها حفاش.

سائقة من الطراز الأول
في بداية عملها يقول عبده الوصابي كانت تنقل البضائع والركاب بين حفاش وباجل في صورة فريدة تجسد كفاح ونضال المرأه في الحياه .

ويواصل بقوله كان الركاب يتهافتون على حجز مقاعدهم في سيارتها، لاسيما من يوجد معه عائلة وترسل أغلب النساء معها نظراً لأمانتها واحتشامها ونبل أخلاقها،حتى الأطفال يحسون بالأمان عند رؤيتهم لها وينادونها بلقبها المشهور «البريد» تقابل الشيخ الكبير وتعامله كأب وتعامل من في سنها أو مايقاربه كأخ وتعامل الصغير كابن فهي تجمع الخصال الحميدة والأخلاق الكريمة.

لماذا سميت بالبريد
تقول الأستاذه صباح مجلي  أنها السائقة آمنه أرملة تزوجت وتطلقت بفترة وجيزة بعد الزواج، بسبب مشاكل خاصة وبعدها قررت عدم الزواج وفضلت أولاد أخيها، على نفسهاكون أخيها مصاب بالعمى ولديه أسرة كبيرة فقررت إعالتهم واعتبارهم أولادها.
أما سبب شهرة لقبها البريد فقالت مجلي أن السائقة عندما كانت صغيرة كان أخوها يرسلها لقضاء عملٍ ما وكانت تسيروترجع بسرعة،فأطلق عليها اسم «البريد» ومنذ ذلك الوقت صار الجيران وأهالي القرية، ينادونها بالبريد، ومازال الاسم ملاصقاً لها منذ ذلك الوقت إذ إن أغلب الناس لايعرفون اسمها الحقيقي وإنما ينادونها «بالبريد»حتى الأطفال .

                 بداية قياداتها للسياره
تقول السائقة آمنة علي حمود أن أخوها هو من علمها قيادة السيارة وأنهاواجهت عدة صعوبات في البداية نظراً للنظرة القاصرة من المجتمع، للمرأة وتعرضت للسب والإيذاء في بداية الأمر، من كل أطياف المجتمع، حتى المرأة نفسها حيث كانت النساء ينظرن بنظرة قاصرة، إذ كانت قيادة السيارات مختصة بالرجال، وربما العادات والتقاليد أثرت في المجتمع.

نظرة المجتمع
•تقول السائقة آمنة أنها بدأت مشوارها في نقل البضائع لأصحاب الدكاكين حيث كانت تمتلك سيارة من نوع شاص ورغم العوائق إلا أنها أصرت على مواصلة عملها وكانت تذهب بسيارتها إلى باجل وتحمل البضائع والركاب وترجع بيومها.
وتواصل الحديث- عن نفسها – قيادة السيارة يحتاج إلى صبر وعقل، لأني كنت في البداية أخاف بمجرد جلوسي خلف السكان «المقود» وغالباً كان أكثر خوفي من الرجال، وكنت أسمع بعض التعليقات التي تقول إن المرأة يجب أن تجلس في البيت، وإنه عليّا الإعتماد على رجل ورغم تقدم الكثيرين للزواج مني إلا أنني مقتنعة بالقرار الذي اتخذته.

كلمة وعشر سوى

عند الإستماع إلى مغامراتها ينتابك شعور أنك أمام إمرأة عظيمه لم تستسلم للظروف ولم تخضع لقوة الرجل الذكوري المتسلط فهي مزجت بين أنوثتها وإلتزاماتها الأسريه وقوة شخصيتها لتكون الأولى في اليمن التي تعمل منذ عقود من الزمن في مهنة كانت محرمه على النساء بل وسائقه أجره في طرق جبليه صعبه لتكون هذه المرأه نموذجا فريدا للمرأه اليمنيه ولسان حالها يقول أن الحياة ليست سهله وأن المرأه هي من تصنع النجاح لنفسها وللآخرين….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى